28.9.10

التسول الرسمي


التسول :

هو طلب مال بلا مقابل او نظير خدمة لا حاجة لها , عن
طريق استدرار عطف و كرم الاخرين .

اسبابه :
للتسول مجموعة من الاسباب منها ما هو حقيقي و فعلي تعود الى ظروف اقتصادية و اجتماعية و اخرى ظروف مصطنعة او ادعاءات كاذبة كما توجد حالات سلوكية مرضية .

اساليب التسول :
تتعدد طرق المتسولين في استدرار العواطف , بالتصنع او
التمثيل و الكذب في استغلال ظروف مادية او معنوية .

اصناف المتسولين :
يوجد صنفان رئيسيان هما:
1- التسول المؤسسي . " حكومات , مؤسسات مدنية , عصابات "
2- التسول الفردي او الاسري .
و يمكن تصنيف التسول من حيث الممارسة الى مؤقت و دائم .
التسول و القوانين :
تقرن اغلب القوانين المتسولين مع المشردين , و تميز بين الظروف الموضوعية و المادية في فرض العقوبات او الجزاءات على من ارتكب " جنحة " التسول باستثناءات بين الراشدين و القصر او
الاحداث . و شددت العقوبات في حالات التكرار , كما تتراوح العقوبات من غرامات او حبس او الدمج بينهما .
كما ان اغلب الشرائع و الاديان لا تجيز التسول و جعلته امرا " معيبا " او محرما . و ميزت بين الاعتياد " التكرار" و بين الحاجة الملحة .
الحكومات و التسول :
الملاحظ ان حكومات الدول, حينما تلجأ الى استدرار عطف الشعب , بوسائل و اساليب هي اقرب الى الاحتيال الذي يمارسه الشحاذين , و تفريغ جيوب المواطنين بطرق اكثر التواءا و دهاءا بما تملكه من وسائل و اساليب و امكانات دعائية و اجهزة و دوائر
تسهم جميعها في رفد حركة " الشحاذة و التسول " و تجميع مبالغ ضخمة بالملايين او عشرات الملايين او اكثر .
فهي لا تخالف قوانينها . و لا رقابة حقيقية على الاموال التي تتحصل عليها و لا مجال لمعرفة الكم الذي جمع .. فان هذا كله يدفع بالمسؤول " الفاسد " على التصرف وفق هواه , بالانفاق كيفما اتفق من غير محاسبة او حساب .. او رصد ما يحلو له في
حساباته الخاصة او الانفاق على المقربين منه ارضاءا او اسكاتا .
 

مبررات الحكومات في التسول :
1- اضطرار الحكومات الى " مسايرة و مجاملة "  المجتمع الدولي في المساهمة بدفع تبرعات عينية او نقدية الى دول اخرى شقيقة او صديقة , لظرف من الظروف " كوارث , دعم مؤسسات رسمية او غير رسمية , جمعيات انسانية دولية او كطلب من الامم المتحدة او بناءا على توصيات داخلية او خارجية و غيرها الكثير .
و لان مثل تلك المبالغ لا يوجد لها مخصصات في الميزانية , فان اقرب و اسهل مصدر هو جيب  المواطن , و لا يكلف الحكومات ذلك شيء على الاطلاق , لان حملة " التبرعات تفيض و تفيض ...
2- عندما تجد الحكومات انها عاجزة عن تلبية خدمات معينة و ان تلك الخدمات هي " جماهيرية الطابع " - دعم الجمعيات الخيرية - مكافحة الفقر- مكافحة البطالة - قضايا اللجوء - بناء دور العبادة - المعونات الانسانية - دعم الاحزاب السياسية - دعم النقابات - دعم الغرف التجارية- دعم المجالس المحلية و البلدية - المخيمات الشبابية - زيارة مسؤول كبير او ضيف دولة صديقة - الاحتفالات الرسمية و الشعبية - دعم المرأة و حماية الطفولة - مواجهة الكوارث الطبيعية المحلية ... و القائمة تطول و تطول .
كل هذه المؤسسات الفعاليات الخاصة و الجهات المستفيدة من " التسول الرسمي "  لن تقدر و لا تستطيع ان تكون عونا للخزينة و لن تدفع رسوما ولا ضرائب ولا عوائد .
انه من الاجدى و الاصوب ان تكون الحكومات هي التي تبادر و تدفع و تعين و تسهم بطريقة مباشرة في رفع العوز عن هذه الفئات . لان المواطن " غلبان " مثقل بكثير من الاعباء الضريبية و الخدمية الرسمية و الفواتير
الاستهلاكية التي تثقل كاهله اينما اتجه , في زخم تسارع وتعاظم التضخم و الاستنزاف المتواصل لدخله و مدخراته , اضافة الى هاجس الانهيار المالي العالمي و الازمات الاقتصادية المتعاقبة .





No comments: